شذرات في الجدلية الهيغلية

شذرات في الجدلية الهيغلية خالص مسور الجدل لدى هيغل هو التفاعل بين الفكرة ونقيضها، وهذا التفاعل يؤدي دوماً إلى فكرة جديدة وهكذا دواليك، أي يدفع بالفكرة نحو التطور…

مؤتمر الإسلام الديمقراطي
المؤلف مؤتمر الإسلام الديمقراطي
تاريخ النشر
آخر تحديث


 شذرات في الجدلية الهيغلية

خالص مسور

الجدل لدى هيغل هو التفاعل بين الفكرة ونقيضها، وهذا التفاعل يؤدي دوماً إلى فكرة جديدة وهكذا دواليك، أي يدفع بالفكرة نحو التطور والتقدم حتى نصل إلى الفكرة المطلقة. بعكس منطق ارسطو الذي لا تتغير فيه الأفكار وتبقى الأشياء ثابتة تراوح مكانها. فمثلاً الإنسان يبقى إنسان والشجرة تبقى نفسها وهلم جرا. أما المنطق لدى هيكل فقد سماه بالديالكتيك فهو يفسر الأمور بشكل أفضل من المنطق القديم الأرسطي، أي أن المنطق الهيغلي هو محرك التاريخ والأفكار، ومن جانب آخر فإن ديناميکية الفکر عند هيجل صدى لحرکة الواقع ومن جانب آخر، يمكن أن نسمي الجدلية الهيغلية بتصارع الأضداد أو المتناقضات التي أخذ منه ماركس في نظرياته عن الاشتراكية، فمثلاً الشيوعية هي نقيض الليبرالية وأثناء صراعهما تنتج حالة جديدة كالديمقراطية مثلاً، مثال آخر هناك صراع داخل الثمرة يؤدي إلى انتاج شجرة ، مثال آخر فالحكومات القديمة لم تكن لديها الحرية لرعاياها بعدها ثارت الشعوب وأصبحت لديها حرية كبيرة أشبه أحيانا بالفوضى، أي ما معناه، أدى الصراع بين الدول القديمة والدول الحديثة إلى نوع من الحرية.
فالمنطق والجدل لدى هيغل هما شيء واحد حيث يقول هيغل: لقد كانوا سابقاً ينظرون إلى الجدل على أنه جزء منفصل عن المنطق، وهم بذلك يسيؤون فهمه أما نحن فنضع الجدل وضعاً يختلف عنهم أتم الاختلاف.
ولهذا تقوم فلسفة هيغل على ثلاث ركائز:
1 – المنطق حيث الفكرة الشاملة في ذاتها ولذاتها.
2 – فلسفة الطبيعة أو الفكرة الشاملة في الآخر.
3 – فلسفة الروح أو الفكرة الشاملة وقد عادت من الآخر إلى نفسها.
وما يذهب إليه هيغل هو أن أي مفهوم أو ظاهرة تحمل تناقضاتها في داخلها، وهذا ما يدفعها إلى التغير والتطور، فتنتقل الظاهرة من حالة إلى أخرى. ومن هنا نتوصل بأن التناقض هو أساس الديالكتيك لدى هيغل وهو سبب كل تقدم وتطور في المجتمعات الإنسانية، ويقول هيغل: إن الله كان فكرة مجردة وهنا نشأ صراع بين الفكرة المجردة وبين العالم المادي أدى إلى التركيب وهو الطبيعة المدركة، وما يراه هيغل هو، «أن الدين الاسلامي هو دين روحاني مثل الدين اليهودي، لكن مضمون الإسلام يطابق مضمون الدين المسيحي، لأن فكرة الله الإسلامية تناظر في تطورها فكرة الله المسيحية. لاقرارهما بالمساواة بين جميع البشر. ويصف هشام جعيط نظرة هيغل إلى الاسلام بأنها تتسم بالصدق العميق والشاعرية البارزة.
وفي لمحة أخرى يمكننا القول: بأن الديالكتيك الهيغلي يستند على المثالية أو الفكرة، بينما ديالكتيك ماركس يعتمد على ما هو مادي، ولذلك يقول ماركس: كان الديالكتيك الهيغلي يقف مقلوباً على رأسه، فجعلته واقفاً على رجليه، أي نقلته من المثالية الى المادية، ولكن هناك من يقول اليوم ومنهم المفكر والفيلسوف عبدالله أوجالان، أن مادية ماركس هي التي انقلبت على رأسها، وفكرة هيغل أصح اليوم من فكرة ماركس.

تعليقات

عدد التعليقات : 0