الاكتابة ** كيندا كنعان
هل المعلم لا يخطئ؟ هذا سؤال مهم جداً. إن كان المعلم قديساً، فهذا يعني بناء سلطة، والسلطة تحتاج إلى عبيد لتطبيق الحكم. هنا نربّي الطلاب على أساس الطاعة العمياء، ونطبق المقولة القديمة المتداولة: "من علمك حرفاً كن له عبداً"، من دون البحث في مدى صحتها أو لمن تُنسب. هذه ليست الحقيقة المطلوبة.
الهدف من المدرسة ليس بناء طلاب مطيعين أو جعلها "بيت الطاعة"، لأن ذلك يصنع جيلاً لا يعرف الصواب من الخطأ، ويفقد الحق في التعبير.
لكن إذا عدنا النظر في المقولة وقلنا: "من علمك حرفاً صن له عهداً"، ينعكس دور المعلم من قديس منزّه إلى إنسان منفتح على النقد. الهدف هنا بناء أفراد أحرار، جيل يؤمن بالحرية، وتصبح المدرسة موطن التفكير والوعي والأخلاق والجرأة. عندها يمكن التفرقة بين الحق والباطل على أساس النقد البنّاء.
المعلم يبني تلاميذاً أحراراً يعلمهم الإرادة لا الطواعية، وعلى أساس هذه الأجيال تُبنى الأوطان: إمّا أوطان يسودها الصمت والظلام بشكل طوعي، أو أوطان تتنوّر بالأصوات الحرة والإرادة ضد العبودية العمياء.
لذلك، يجب أن نوازن بين التقديس الأعمى والانتقاد الأعمى، فهما معاً ليسا الحل. يجب أن نرى المعلم كمكان احترام، والمدرسة كمان موطن للحرية في آن واحد.