الفن هبة الله
اعداد * مريم خان محمد
منذ قرون، ظلّ سؤال الفن في مجتمعاتنا الإسلامية يطوف حول دائرة واحدة: هل هو حلال أم حرام؟
الرسم، الموسيقى، الغناء… كلّها صارت عند البعض رموزًا للهو والبعد عن الدين لكن الحقيقة أعمق مما نظن.
فالفن في أصله هبة إلهية وليس ترفًا، بل طاقة متأصلة في روح الإنسان.
فحين يرسم المرء لوحة أو يكتب قصيدة أو ينظم لحنًا، فهو في جوهره يصنع انسانيته . قال تعالى
)قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ (الأعراف:32"
هذه الآية واضحة: الجمال منحة من الله، والتحريم لا يكون إلا بدليل قطعي.
لم يذكر في القرآن الكريم أن الفن والتصوير محرما
أما حديث :(إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون( فإن الشراح وضحوا أن المقصود هم صناع التماثيل التي كانت تُعبد من دون الله، لا كل رسام أو فنان. بل حتى في سيرة النبي ﷺ نرى أنه أقرّ لعب السيدة عائشة بالعرائس الصغيرة، وكان في بيته وسائد منقوشة لم ينكرها إلا حين اتخذت شكل الصور المعبودة.
إن كان وسيلة للشرك فهو محرّم.
وإن كان وسيلة للتعليم، أو إظهار الجمال، أو التعبير عن المشاعر، فهو مباح بل قد يُثاب عليه صاحبه.
قال الغزالي: «النغمة الطيبة تهيّج من القلب ما لا يهيّجه الكلام».
أليس هذا اعترافًا بأن الفن لغة الروح؟
لكن حين حُوصر الفن بفهم ضيق، فقدنا مبدعين كُثراً، وضاعت منا رسومات كانت ستوثق تاريخنا كصور الصحابة الكرام ونبينا وآل بيته ..
الفن جسر إلى الله، لأنه يقودنا إلى الجمال… والجمال صفة من صفات الله
كما في
الحديث الشريف (ان الله جميل يحب الجمال ) فكيف يحرم الإنسان من نعم الله .