نملة سليمان (دروس وعبر)

نملة سليمان (دروس وعبر)                                                                          إعداد: ناصر إبراهيم النمل من الحشرات الاجتماعية، وكل أنواعه الك…

مؤتمر الإسلام الديمقراطي
المؤلف مؤتمر الإسلام الديمقراطي
تاريخ النشر
آخر تحديث


نملة سليمان (دروس وعبر)

                                                                        إعداد: ناصر إبراهيم

النمل من الحشرات الاجتماعية، وكل أنواعه الكثيرة تنتمي إلى فصيلة النمليات، ويوجد خمسة عشر ألف نوع مكتشف حتى الآن، ويوجد تقسيمات داخل المستعمرة فهناك الملكة والذكور والعاملات للخدمة والحراسة ولكل من هؤلاء وظيفته والأدوار التي يقوم بها للبيئة عظيمة ؛فنوع  يخلص البيئة من كل ميت نافق كما أن هناك أنواعاً أخرى  تتغذى على الحشرات الضارة، ومنها من يقوم بحفر التربة لتهويتها وفي كينيا وتنزانيا يقوم بدور المزارع من حيث توزيع البذور في الأرض، وتلقيح بعض أنواع النباتات وله لغته الخاصة به، ويستخدم كيمياء معينة في تتبع أماكن الطعام وإرشاد البقية إلى نفس المكان، واستخدام الضوء في تحديد المسار والعودة إلى المستعمرة وفق نظام تحديد مواقع يتفوق على نظام( gps)البشري، وتوجد غدد عند كل نملة تفرز مضادات حيوية تحمي وتعالج الأمراض  التي تصيبها،  وكثيرٌ منا لا يهتم لأمر النمل ولكن وجود سورة في القرآن باسمه والقصة المعروفة مع نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام تدعو إلى التأمل والتفكير في هذا المخلوق الصغير والعجيب ،فجيش عظيم مؤلف من عساكر من الجن وجنود من الإنس ومقاتلين من الطير يتوقف فجأةً بأمر من القائد العام للجيش،  والسبب نملة أبصرته من بعيد وعلمت أنه سيمر من وادي النمل مما يعرضهم لخطر الموت والسحق، فوقفت تلك النملة موقفاً يتصف بالشجاعة والحكمة والحزم والمسؤولية؛ فنادت بأعلى صوتها قومها: ﴿حَتَّىٰۤ إِذَاۤ أَتَوۡا۟ عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمۡلِ قَالَتۡ نَمۡلَةࣱ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّمۡلُ ٱدۡخُلُوا۟ مَسَـٰكِنَكُمۡ لَا یَحۡطِمَنَّكُمۡ سُلَیۡمَـٰنُ وَجُنُودُهُۥ وَهُمۡ لَا یَشۡعُرُونَ﴾ [النمل ١٨]

منذرةً محذرةً ومنبهة ًومعذرة ًلقائد جيش سمته باسمه والخطاب موجه لفصيلتها  ولكن الرسالة العاجلة وصلت لمسامع القائد الذي علّمه الله منطق الطير والحيوان، فأصدر أمره لفيالقه  بالتوقف وتغيير المسار وعدم المرور بوادي النمل بوحي من الله عز وجل لنبيه ، فالجيش العرمرم لا يسمح له بقتل نملة واحدة بأمر من قيادته فله أرواح ينبغي الحفاظ عليها فالحياة والموت بيد الله وحده والكل حقه في الحياة مصان  سواء كانت نملة أو نخلة أو حيوان أو إنسان  فلا يجوز لنا الاعتداء على هذا الحق المقدس وهذه هي الحكمة من وجود هذه القصة في كتاب مبين (القرآن الكريم )، فنملة صغيرة لا يباح لأحد قتلها أو تحطيمها أو سحقها أو المرور من فوق بيوتها أو حرق وهدم مساكنها، فلكل منا وظيفته وحدوده التي ينبغي له أن لا يتجاوزها ،وهذا العالم الذي نعيش فيه علينا إعماره بالخير والمحبة فنحن لسنا سوى مارّين في دروبه  نمكث قليلاً ثم نغادر، فلنترك أثراً طيباً خلفنا لأن ما تركناه هو تاريخنا الذي سيذكره من سيأتون بعدنا، ولا غنى لنا عن التواضع فالصغير كبير إذا تواضع والكبير صغير إذا تكبّر على خلق الله  .


تعليقات

عدد التعليقات : 0