الإسلام السلطوي

الإسلام السلطوي    الكاتب ** محمد تمو تتمة.. كما ذكرنا سابقاً، أن الهدف الرئيس لجميع تلك الحركات السياسية الإسلامية -سواء أكانت معتدلة أم متطرفة- هو الوصول إل…

مؤتمر الإسلام الديمقراطي
المؤلف مؤتمر الإسلام الديمقراطي
تاريخ النشر
آخر تحديث


 

الإسلام السلطوي


   الكاتب ** محمد تمو

تتمة..

كما ذكرنا سابقاً، أن الهدف الرئيس لجميع تلك الحركات السياسية الإسلامية -سواء أكانت معتدلة أم متطرفة- هو الوصول إلى السلطة، والحكم باسم الله تحت شعار "الحاكمية لله".

ولكنّ الخلاف الأساسي بينها يكمن فقط في كيفية الوصول إلى السلطة والحكم.                       

وبالتالي فهذه الحركات تنقسم بمجملها  إلى قسمين رئيسين هما:

القسم الأول: وتمثله أحزاب الإسلام السياسي، مثل حزب الإخوان المسلمين وغيره.

وهذه الأحزاب تجيز استخدام الوسائل الديمقراطية السلمية التي أنشأتها الأنظمة السياسية "الوضعية"، كالانتخابات والمشاركة في السلطة السياسية، من أجل الوصول إلى السلطة تحت ستار "تطبيق الشريعة الإسلامية حسب الكتاب والسنة".

القسم الثاني: وتمثله الحركات الإسلامية الجهادية المتطرفة، أمثال داعش وأخواتها من الحركات الجهادية التكفيرية.

وهذه الحركات ترى أنه لابد من قتال السلطات الوضعية الكافرة من أجل الوصول إلى السلطة وتطبيق شرع الله على الأرض، وجهاد الكافرين أينما كانوا وحيثما حلوا والقضاء عليهم وإنهاء حكمهم، حتى يعم دار الإسلام على الأرض، ويكون الحكم لله وحده.

وفي حقيقة الأمر نرى أن هذين القسمين هما وجهان لعملة واحدة، وأن القسم الأول "السلمي" هو بمثابة حاضنة فكرية وسياسية للقسم الثاني "العنفي"، بدليل أن معظم قيادات الحركات الجهادية التكفيرية قد نشأت على يد مفكرين أو سياسيين كانوا ينتمون إلى تلك الأحزاب السياسية الإسلاموية في بداية عملهم السياسي والدعوي.

وبالتالي فالحركات الإسلاموية السياسية "السلمية" تعتبر بحق مفرخة فكرية وسياسية للحركات الإسلاموية الجهادية "العنفية".

والسؤال هنا: كيف يمكن إنقاذ المسلمين من براثن الإسلام السلطوي، حتى يتمكنوا من العيش بسلام وحرية وديمقراطية، واللحاق بركب الحضارة الإنسانية ؟

وكيف يتم تجفيف منابع إرهاب الإسلام السلطوي من دون المساس بالثوابت الدينية الإسلامية التي أقرها الله (عزّ وجلّ) عبر رسالته الخالدة المتمثلة بالقرآن الكريم ؟

يتبع..

 

 

تعليقات

عدد التعليقات : 0